الأحد، 15 فبراير 2009

فلنعزى انفسنا اولا


بسم الله الرحمن الرحيم

فلنعزي أنفسنا أولا

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وإمام العلماء والدعاة العاملين

أما بعد

أيها الإخوة الأحباب إني بإسمي واسم قسم اللغة الألمانية

وباسم طلاب جيل النصر المنشود نتقدم إليكم بخالص العزاء في حبيبكم وحبيبنا الأستاذ الدكتور العلامة محمد أحمد منصور رحمة الله رحمة واسعة وأدخله فسيح الجنات وجمعنا معه ومع سيد المرسلين محمد صلى الله علية وسلم في الفردوس الأعلى اللهم آمين .

حقا أيها الإخوة الأحباب فلنعزى أنفسنا أولا لأننا فقدنا عالما جليلا وأستاذا فاضلا .

فلنعزى أنفسنا لأننا فقدنا ينبوعاً للغة ومصدرا من مصادرها وقد قال المصطفى صلى الله علية وسلم إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ولكن يقبضه بموت العلماء .

إننا نكتب اليوم وكلنا أسى وحزن على فقدان العالم المربى رحمه الله، فلقد كان ذو فراسة وأسلوب بديع لم يرى مثله من قبل .

فلنعزى أنفسنا ونحن نقول حقا لموت قبيلة بأسرها أهون عند الله من موت عالم .

فلنعزى أنفسنا ونحن نعلن لكل الناس بيان الوفاء والإعزاز لهذا الرجل العظيم .

والله يا أستاذنا إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا لفراقك لمحزونون .

ولكن إذا كان الموت لابد منه إلا انك خلدت ذكراك والله في قلوبنا لا بمواقفك وحكمتك فحسب وإنما بعلمك الذي علمتنا إياه، وإنك ستظل نبراس علم وهدى للجيل تلو الجيل ولكل من أراد أن يتعلم .

- رحمه الله ستظل مثالا لطالب العلم الذي يريد أن يتفوق في حياته العلمية والعملية . و لم يكن رحمة الله مجرد أستاذ في مجاله فحسب بل كان بحق أستاذا في العلم والحياة معا فتراه يعطيك النصيحة فتقع على قلبك فتثلجه وما من محاضرة له تخلو من الحكم والأمثال والطرف ..

إن هذا الرجل كان فريدا من نوعه، فهل رأيت من قبل أستاذا فى احد أقسام الكلية يعرفه كل طلاب الكلية ويحبونه ليس هذا فحسب وإنما يعرفه طلاب من كليات أخرى فى الجامعة وليس هذا وفقط أيضا وإنما تخطى هذا الحب إلى أهلينا وذوينا فى مختلف بلاد مصر فأحبوه من غير أن يروه .

ولا عجب ألم تسمع لقول المصطفى صلى الله علية وسلم " إن الله إذا أحب عبدا نادى جبريل وقال يا جبريل انى أحب فلانا فأحبه فيحبه جبريل ثم ينادى جبريل يأهل السماء إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول فى الأرض " أو كما قال صلى الله علية وسلم .

أيها الأحباب

لقد كتبنا هنا تعبيرا عن حبنا لهذا الرجل وليس هذا بعزاء له كما ذكرنا آنفا وإنما هو عزاء لنا نحن .

إننا يا أستاذنا نقف اليوم موقف الوادع لك لشخصك فقط لا لعلمك وحكمتك ومواقفك .

إننا نعاهدك أننا سنظل نتعلم ونتعلم إما من خلال كتبك الرائعة ذات الأسلوب البسيط أو من خلال طلابك الذين هم أساتذتنا الذين قد نهلوا من علمك الكثير ونحسبهم على خير .

وعهد علينا أن لا ننساك من دعائنا فى صلواتنا وفى كل الأوقات التي يستجاب فيها الدعاء إن شاء الله

وإنا لله وإنا إليه راجعون .

طلاب جيل النصر المنشود .

ليست هناك تعليقات: